Admin مدير عام المنتدى
تاريخ التسجيل: : 04/11/2008
| موضوع: تفسير الآيتان 28 و 29 من سورة الأحزاب الخميس 25 نوفمبر 2010, 4:59 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال تعالى في سورة الأحزاب (( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) ))
يقول محمد فريد وجدي مفسرا : يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا فتعالين أعطيكن متعتكن وأطلقكن بدون ضر عليكن , وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما
سبب نزول هذه الآية : أن نساء النبي طلبن إليه أن يسمح لهن بالتزين وأن يزيد لهن من النفقة فأمره الله أن يخيرهن بين الإصرار على طلبهن وبين البقاء مع رسوله فاخترن كلهن البقاء مع رسوله وأقلعن عن طلبهن
يقول القرطبي : قوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) قال علماؤنا : هذه الآية متصلة بمعنى المنع من إيذاء النبي , وكان قد تأذى ببعض الزوجات , قيل : سألنه شيئا من عرض الدنيا , وقيل : زيادة في النفقة , وقيل : بغيرة بعضهن على بعض , وقيل : إن السبب الذي أوجب التخيير لأجله أن امرأة من أزواجه سألنه أن يصوغ لها حلقة من ذهب فصاغ لها حلقة من فضة وطلاها بالذهب , وقيل : طلاها بالزعفران , فأبت إلا أن تكون من ذهب , فنزلت آية التخيير فخيرهن فاخترن الله ورسوله
يقول سيد قطب : نساء النبي كن نساء من البشر ... وعلى فضلهن وكرامتهن وقربهن من ينابيع النبوة الكريمة فإن الرغبة الطبيعية في متاع الحياة ظلت حية في نفوسهن , فلما أن رأين السعة والرخاء بعدما أفاض الله على رسوله وعلى المؤمنين راجعن النبي في أمر النفقة فلم يستقبل هذه المراجعة بالترحيب إنما استقبلها بالأسى وعدم الرضى .... ولقد بلغ الأسى برسول الله من مطالبة نسائه بالنفقة أن احتجب عن أصحابه
روى البخاري ومسلم- واللفظ لمسلم- عن جابر بن عبد الله قال : دخل أبو بكر يستأذن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم ، قال: فأذن لأبي بكر فدخل ، ثم جاء عمر فأستأذن فأذن له ، فوجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا. قال:- فقال والله لأقولن شيئا أضحك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها، فضحك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال:" هن حولي كما ترى يسألنني النفقة" فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها ، كلاهما يقول: تسألن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما ليس عنده!! فقلن: والله لا نسأل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا أبدا ليس عنده. ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين. ثم نزلت عليه هذه الآية:" يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ"- حتى بلغ-" لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً". قال: فبدأ بعائشة فقال: (يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك) قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية. قالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبوي! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت. قال: (لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ).
وروى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتخيير أزواجه بدأ بي فقال يا عائشة، إني ذاكر لك أمرا فلا عليك ألا تستعجلي حتى تستأمري أبويك) قالت: وقد علم أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه، قالت ثم قال: (إن الله يقول:" يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا- حتى بلغ-" لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً" فقلت: أفي هذا أستأمر أبوي! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، وفعل أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ما فعلت. قال: هذا حديث حسن صحيح. قال العلماء: وأما أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشة أن تشاور أبويها لأنه كان يحبها، وكان يخاف أن يحملها فرط الشباب على أن تختار فراقه، ويعلم من أبويها أنهما لا يشيران عليها بفراقه.
يقول سيد قطب : ومن الجانب الآخر يصور لنا هذا الحادث حقيقة حياة رسول الله والذين عاشوا معه واتصلوا به . وأجمل ما في هذه الحقيقة أن تلك الحياة كانت حياة إنسان وحياة ناس من البشر؛ لم يتجردوا من بشريتهم ومشاعرهم وسماتهم الإنسانية . مع كل تلك العظمة الفريدة البالغة التي ارتفعوا إليها؛ ومع كل هذا الخلوص لله والتجرد مما عداه . فالمشاعر الإنسانية والعواطف البشرية لم تمت في تلك النفوس ولكنها ارتفعت ، وصفت من الأوشاب . ثم بقيت لها طبيعتها البشرية الحلوة ، ولم تعوق هذه النفوس عن الارتفاع إلى أقصى درجات الكمال المقدر للإنسان . وكثيراً ما نخطئ نحن حين نتصور للنبي ولصحابته رضوان الله عليهم صورة غير حقيقية ، أو غير كاملة ، نجردهم فيها من كل المشاعر والعواطف البشرية ، حاسبين أننا نرفعهم بهذا وننزههم عما نعده نحن نقصاً وضعفاً!
ويقول قطب أيضا : ونقف كذلك أمام تلك العاطفة البشرية الحلوة في قلب رسول الله وهو يحب عائشة حباً ظاهراً؛ ويحب لها أن ترتفع إلى مستوى القيم التي يريدها الله له ولأهل بيته فيبدأ بها في التخيير؛ ويريد أن يساعدها على الارتفاع والتجرد؛ فيطلب إليها ألا تعجل في الأمر حتى تستشير أبويها وقد علم أنهما لم يكونا يأمرانها بفراقه كما قالت وهذه العاطفة الحلوة في قلب النبي لا تخطئ عائشة رضي الله عنها من جانبها في إدراكها؛ فتسرها وتحفل بتسجيلها في حديثها . ومن خلال هذا الحديث يبدو النبي إنسانا يحب زوجه الصغيرة ، فيحب لها أن ترتفع إلى أفقه الذي يعيش فيه؛ وتبقى معه على هذا الأفق ، تشاركه الشعور بالقيم الأصيلة في حسه ، والتي يريدها له ربه ولأهل بيته . كذلك تبدو عائشة رضي الله عنها إنسانة يسرها أن تكون مكينة في قلب زوجها؛ فتسجل بفرح حرصه عليها ، وحبه لها ، ورغبته في أن تستعين بأبويها على اختيار الأفق الأعلى فتبقى معه على هذا الأفق الوضيء . ثم نلمح مشاعرها الأنثوية كذلك ، وهي تطلب إليه ألا يخبر أزواجه الأخريات أنها اختارته حين يخيرهن! وما في هذا الطلب من رغبة في أن يظهر تفردها في هذا الاختيار ، وميزتها على بقية نسائه ، أو على بعضهن في هذا المقام! . . وهنا نلمح عظمة النبوة من جانب آخر في رد رسول الله وهو يقول لها : « إن الله تعالى لم يبعثني معنفاً ، ولكن بعثني معلماً ميسراً . لا تسألني واحدة منهن عما اخترت إلا أخبرتها » . فهو لا يود أن يحجب عن إحدى نسائه ما قد يعينها على الخير؛ ولا يمتحنها امتحان التعمية والتعسير؛ بل يقدم العون لكل من تريد العون . كي ترتفع على نفسها ، وتتخلص من جواذب الأرض ومغريات المتاع!
| |
|
الهدى والنور مشرفة المنتدى
العمر : 34 العمل/الترفيه : ???????? المزاج : ??????? تاريخ التسجيل: : 25/11/2010
| موضوع: رد: تفسير الآيتان 28 و 29 من سورة الأحزاب الجمعة 26 نوفمبر 2010, 3:33 pm | |
| <P><FONT style="BACKGROUND-COLOR: #f5f5f5" color=blue><STRONG>جزاك الله خيرا</STRONG></FONT></P> | |
|
https://ar-ar.facebook.com مبتدىء
العمر : 67 العمل/الترفيه : باحث وكاتب تاريخ التسجيل: : 20/07/2012
| موضوع: رد: تفسير الآيتان 28 و 29 من سورة الأحزاب الجمعة 20 يوليو 2012, 8:27 pm | |
| | |
|