الحمد لله
أولاً :
نشكر لك غيرتك على الحق ، وحبك لهداية الناس ، ونسأل الله أن يتولاك برعايته .
ونعلمك أن كثيراً من الباحثين قد تعرضوا لذِكر الفرق بين " الوهابية الإباضية الخارجية " ، وبين دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية السنيَّة ، ومع أن تلبيس شياطين الإنس لم ينطلِ على الكثيرين بسبب البون الشاسع بين الطائفتين في نواحٍ عدة ، منها :
1. الشخصيتان ، فالإباضية : نسبة لعبد الوهاب بن رستم ، والثانية : للشيخ محمد بن عبد الوهاب – ولا تصح النسبة أصلاً لأن اسم الشيخ هو " محمَّد " - .
2. المنهجان ، فالإباضية فرقة مبتدعة ، لا تعظم نصوص الوحي ، ولا يفهمونها كما فهمها الصحابة والتابعون ، والثانية : على منهج على أهل السنَّة والجماعة في العمل بالقرآن والسنَّة الصحيحة .
3. الاعتقادان ، فالأولى : خارجية ، والثانية : سلفية .
4. والزمانان ، فالأولى في أواخر القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث ، والثانية : في أواخر القرن الثاني عشر ! .
ومع ذلك فلم يمتنع العلماء وطلاب العلم من توضيح الحق لمن لبِّس عليه من دعاة السوء ، وعلماء الضلالة .
قال الدكتور صالح بن عبد الله العبود – حفظه الله - :
الوهّابية : لقب فرقة انتشرت في الشمال الإفريقي ، في القرن الثاني الهجري ، على يد عبد الوهاب بن رستم ، تسمى " الوهابية " نسبة إلى عبد الوهاب هذا ، وتسمى أيضاً الرّستمية ، نسبة إلى أبيه رستم ، وهي فرقة متفرقة عن الفرقة الوهبية الخارجية ، من فرق الإباضية ، يطلق عليها الوهبية ، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي ، ولّما كان أهل المغرب من أهل السنة والجماعة : صاروا يناوئون تلك الفرقة الوهّابية الرستمية ؛ لأنها تخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، بل كفّرهم كثير من علماء أهل المغرب القدامى ، الذين توفوا قبل أن يولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين ، فلما أظهر الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب على حين غربة معتقد أهل السنة والجماعة ، قائماً بالدعوة الإصلاحية التصحيحية على ضوء الكتاب والسنَّة : لم يرق ذلك لأعداء التوحيد ، وعبّاد القبور ، وأصحاب المطامع والأغراض والأهواء ، فسحبوا هذه النسبة - الوهابية - على سبيل المغالطة الماكرة - إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية ، وإلى أنصارها ، وأطلقوها عليها ؛ لتنفير الناس عنها ، وصدهم عن سبيل الله تعالى ، وإيهامهم بأنّ دعوة التوحيد مبتدعة ، وأنها مذهب الخوارج .
والساسة العثمانيون نشروا هذا الإطلاق على دعوة الشيخ محمد إلى التوحيد ، وتلّقفه الناس بواسطة القبورييّن ، والصوفية ، والمبتدعة ، والجهلة ، والعامّة ، واتخذوه نبزاً مشعراً بالذم ، حين خافوا على دولتهم من هذه الدعوة إلى التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ، لا سيما بعد دراجل الحرمين الشريفين فيها تحت ولاية أنصارها ، وساعد على ذلك توافق اسم عبد الوهاب والد الشيخ محمد مع هذا الإطلاق عند من لا يدري الحقيقة .
ينظر البحث القيم " تصحيح خطأ تاريخيّ حول الوهابية " ، للدكتور محمد بن سعد الشويعر ، ط 3 ، سنة 1419هـ ، الجامعة الإسلامية ، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية .
" المراد الشرعي بالجماعة وأثر تحقيقه في إثبات الهوية الإسلامية " ( ص 18 ) .
وقال الدكتور محمد بن سعد الشويعر – حفظه الله - :
الوهابية معروفة من القرن الثاني الهجري في المغرب بأنها فرقة خارجية إباضية ، تُنسب إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي، المتوفى عام ( 197هـ ) على رواية ، وعام ( 205 هـ ) على رواية أخرى ، بشمال أفريقيا .
وقد اكتوى أهل المغرب بهذه الفرقة ، وبنارها ، وأفتى علماء الأندلس والمالكية بالمغرب بكفرها ، فنقب المستشرقون ، وأهل الفكر في الدول الغربية ، التي تستعمر السواد الأعظم من ديار المسلمين ذلك الوقت ، ووجدوا بغيتهم في تلك الفرقة التي لها تاريخ أسْوَد مع علماء الأندلس والشمال الأفريقي ، فأرادوا من باب التنفير ، والإفساد بين المسلمين ، إلباس الثوب الجاهز ، بعيوبه ، لهذه الدعوة السلفية التصحيحية ، من باب التفريق بين المسلمين ، وإثارة الشحناء ، ويرون أنفسهم الفائزين في مكسب أحد الطرفين أو خسارته ، وقد أوضحت في كتابي : " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " شيئاً من ذلك ، وكان أصله مناظرة مع بعض علماء المغرب الأقصى .
" مجلة البحوث الإسلامية " ( 60 / 256 ) في مقال بعنوان : " سليمان بن عبد الوهاب الشيخ المفترى عليه " .
وقال :
دعوة الشيخ محمد – أي : ابن عبد الوهاب - تتنافر مع الوهابية الرستمية ، من حيث المعتقد ، والمحتوى ، والمكان ، والطريقة ، وأسلوب الاستشهاد بالدليل الشرعي ؛ لأن الرستمية خارجية إباضية تخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، كما هو معروف عنهم لدى علماء المالكية ، في شمال أفريقيا والأندلس ، قبل تغلب الإفرنج عليها وذهابها من الحكم الإسلامي الذي هيمن عليها ، قرابة ثمانية قرون ، بينما الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة ، ويدعم رأيه في كل أمر بالدليل الصحيح ، من الكتاب والسنة ، وما انتهجه السلف الصالح ، كما هو واضح النص ، والقياس ، في جميع كتبه ، ورسائله .
" مجلة البحوث الإسلامية " ( 60 / 264 ) .
ويمكنك الاطلاع على مقال " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " من هنا :
http://www.wahabih.com/3.htmثانياً :
وقد ذكرنا عقائد الإباضية في جواب السؤال رقم : (
11529) .
وبينا في جواب السؤال رقم : (
40147) عدم جواز الصلاة خلفهم .
وذكرنا في جواب السؤال رقم : (
66052) عدم قبول شهادتهم ، ومنع تزويجهم من أهل السنَّة .
وانظر :
جواب السؤال رقم : (
10867) من هم الوهابيون ؟ وما هي دعوتهم ؟ .
وجواب السؤال رقم : (
12203) نصيحة الذين لا يعترفون بالعلماء السلفيين ويسمونهم الوهابيين .
وجواب السؤال رقم : (
12932) حقيقة الشيخين الجيلاني وابن عبد الوهاب .
وجواب السؤال رقم : (
9243) هل خرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الخلافة العثمانية وكان سبباً في سقوطها ؟ .
وجواب السؤال رقم : (
36616) محمد بن عبد الوهاب مُصْلِحٌ مفترى عليه .
والله أعلم.