أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
أولخليفة في الدولة الاسلامية
هوعبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر، ويلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن كعب، ويلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم في تيم بن مرة، ، وهو والد الطاهرتين المطهرتين أم المؤمنين السيدة عائشة ، والسيدة أسماء زوجة الزبير بن العوام أحد المبشرين بالجنة، وأم عبد الله بن الزبير الذي صلبه الحجاج على جدار الكعبة الشريفه بعد قذفها بالمنجنيق، ووالد الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
تزوج أبو بكر رضي الله أربعة مرات: مرتين في الجاهلية من قتيلة بنت عبد العزى، وام رومان بنت عامر، ومرتين في الاسلام: من أسماء بنتعميس وحبيبة بنت خارجة رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.
مولده رضي الله عنه
ولد رضي الله عنه لسنتين بعد عام الفيل، وبذلك فهو يصغر النبي صلى الله عليه وسلم بعامين.
كان رضي الله عنه اول من آمن برسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأول من صدّق رحلة الاسراء والمعراج، ولهذا فقد لقب بالصديق.
قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه الا خمسة أعبد (عبيد) وامرأتان وأبو بكر.
أما الأعبد فهم: بلال بن رباح وزيد بن حارثة، وعامر بن فهيرة مولى أبو بكر، وأبو فكيهة مولى صفوان بن أمية بن خلف، وعمار بن ياسر رضي الله عنهم جميعا.
فضائله رضي الله عنه:
- هو أفضل الصحابة اطلاقا، وهو أول من أمر بجمع القرآن الكريم، وأول من آمن من الرجال، وأول من صدق بالرسالة، انه الورع التقي البار ذو الخلق الكريم، والأب الرحيم ، صاحب الفطرة السليمة من أدران الظلام والجاهلية.
- وأشرف الفضائل أنّ الله تبارك وتعالى أنزل في فضائله رضي الله عنه آيات من القرآن الكريم هي التي على التوالي: التوبة 40، النور 22، الزمر 33، خواتيم سورة الليل وهم على التوالي:
- ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ قال لصاحبه لا تحزن انّ الله معنا
- ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين
- والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك المتقون
- وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى* الا
ابتغاء وجه ربه الأعلى* ولسوف يرضى
وقد أجمع المفسرون أن هذه الآيات الكريمات نزلت في أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ذلك أنّ ما سئل عن النبي صلى الله عليه وسلم بشيء الا وقال: مادام قال فقد صدق، فقد كان صديقا تقيا، جوادا سخيا كريما، بذالا لأمواله في طاعة مولاه، وفي نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان فضله واحسانه على السادات والرؤساء من سائر القبائل، ولهذا قال عروة بن مسعود رضي الله عنه وهو سيّد ثقيف يوم صلح الحديبية: أما والله لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، وكان الصديق رضي الله عنه قد أغلظ له في المقالة، فاذا كان هذا حاله مع سادات العرب ورؤساء القبائل، فكيف هو رضي الله عنه بغيرهم من فقراء المسلمين وضعفائهم؟
وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أعتق زوجين في سبيل الله، دعته خزنة الجنة: يا عبد الله هذا خير، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله! ما على من يدعى منها ضرورة، فهل يدعى منها كلها أحد؟قال عليه الصلاة والسلام:نعم! وأرجو أن تكون منهم.
لقد كان ابو بكر رضي الله عنه من أحب الرجال الى النبي صلى الله عليه وسلم:
انّ أأمن الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة في الاسلام، ومودته لا يبقين في المسجد باب سدّ الا باب أبي بكر.
السلام عليكم
. الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(عملاق الاسلام)
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رواح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، ويلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي، وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة ابنة عم ابو جهل عمرو بن هشام.
يكنى بأبي حفص ويلقب بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل.
مولده رضي الله عنه:
ولد رضي الله عنه في السنة الثالثة عشرة من ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا
فهو يصغر النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة عشرة عاما.
اسلامه رضي الله عنه:
أسلم رضي الله عنه في السنة السادسة من النبوة الشريفة وله من العمر 27 عاما بدعوة جليلة دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم ربه فقال: اللهم أعز الاسلام بأحد العمرين عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام، وفي رواية: اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب ، وشهد رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها من بدر الى تبوك، ونال شرف زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أخته أم المؤمنين الصوامة القومة السيدة حفصة رضي الله عنهما، بعد وفاة زوجها خنيس بن حذافة.
فضائله رضي الله عنه:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد المنافحين عن الاسلام، وكان اسلامه يمثل قوة كبيرة للمسلمين، فقد كانت الشياطين بنوعيها الانسية والجنية تتجنّب الدرب الذي يسير فيه وتخافه وتهابه، لقوله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجّا قط ،الا سلك فجّا غير فجّك.
ولقد اكتسب هذه الميزة من شدة ايمانه وصلابته وقوته في دين الله تبارك وتعالى، ولقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: مازلنا أعزّة منذ أسلم عمر، وقال عنه رضي الله عنهما: كان اسلامه عزّا، وهجرته نصرا، وامارته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر.
وكان رضي الله عنه يجمع بين العلم والدين بسياسة الناس بالكتاب والسنة، فقد روي عن البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم شربت-يعني اللبن- حتى أنظر الى الري يجري في ظفري - أو في أظفاري- ثم ناولته عمر، قالوا: فما أوّلته يا رسول الله؟ قال: العلم.
وقال بن مسعود رضي الله عنه:اذا ذكر الصالحون فحيّهلا بعمر، ان عمر كان أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله، ولو أنّ علم عمر وضع في كفة ميزان، ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم.
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، أمين سر النبي صلى الله عليه وسلم، كان علم الناس مدسوسا في جحر مع عمر.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما تعلمها نحر جزورا.
وكان عمر رضي الله عنه من الملهمين، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لقد كان فيمن قبلكم من بني اسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء، فان يكن من أمتي منهم أحد فعمر.
وقال صلى الله عليه وسلم: انّ الله جعل الحق على لسان عمر.